ما وراء المناورة الايرانية العمانية ؟ و لماذا تتوجه الامارات و السعودية عسكريا لمحافظة المهرة المحاّدة للسلطنة ؟
يمنات
ياتي الاعلان عن المناورة الايرانية العمانية في ظرف خاص تمر به المنطقة يشهد توترا عاليا و توجهات اقليمية و عالمية باتجاه التصعيد و عنوان ايران هو العنوان الرئيس لاغلب هذا التوتر و التوجهات التصعيدية ما يجعل اي نشاط له علاقه بها محل الانظار و مستجلابا لمواقف وردود افعال معلنة او غير معلنه .
الاعلان عن مناورة بين بلدين هو حق طبيعي وان كان مؤشرا امنيا في كل حال وقد سبق وتمت المناورات بين البلدين من قبل ، لكنه في حق ايران ليس كذلك بالنظر الى العدائية البالغة تجاه اي علاقات او تواصلات معها اي كانت فضلا عن ان تكون عسكرية ، وبالنظر للتوتر في المنطقة و توجهات التصعيد يكون لهذه المناورة المشتركة مع سلطنة عمان وقعها الخاص في ظل الضغط العالي للولايات المتحدة و حلفائها المضاد لايران و المعتني بمواقف الجميع في المنطقة و خارجها تجاه ايران وموقف المغرب الذي تولّد ضد ايران مؤخرا يعبر عن ان هناك ضغوطا تمارس في هذا الاتجاه .
تنفيذ مناورة مشتركة للدولتين هو واضح باتجاه ايران وهو عمل ايجابي بالنسبة لها وخصوصا في هذا الظرف وفي دلالته السياسية اكثر من دلالته العسكرية ، لكنه في حق سلطنة عمان اذا قيمنا انطلاقا من هذه الارضية فلن يكون كذلك بل ستاخذه الولايات المتحدة و حلفائها في المنطقة كاستفزاز على الاقل ، لكن المنطق السياسي يقول ان اتخاذ القرار العماني بتنفيذ هذه المناورة المشتركة مع ايران لن يكون الا بناء على تبعات ايجابية للطرفين و ليس لايران فقط وبالتالي فارضية اتخاذ القرار العماني ليست هذه الارضية .
تواجه السلطنة تحديات حقيقية وغير عادية ورغم التزامها باسلوبها في العمل السياسي الهادئ الذي لا يعكس حجمها بالشكل الواقع الا انها تحديات جدية و ليست بالهينة ، فالحساسية بين عمان و الامارات و السعودية هي احد سمات العلاقات المشتركة منذ وقت مبكر لكنها لم تكن تمثل تهديدا للسلطنة الا في السنوات الاخيرة ، وكانت ازمة الجواسيس بين الامارات و سلطنة عمان هي اول مؤشر على تحول الامارات الى سياسة عدائية تجاه السلطنة .
جاءت الازمة الخليجية لترفع من مستوى المخاوف العمانية من مواقف عدائية قد تطالها في ظل التلويح المباشر تجاهها وتجاه الكويت وانهما الاهداف التالية بعد قطر كون سياستهما حد وصف ” محمد بن زايد ” غير منسجمة مع السياسة الخليجية وليست قطر هي التي وحدها كذلك .
ليس هناك تصريحات حول المناورة الايرانية العمانية المشتركة من الجانب العماني لكن وردت تصريحات من الجانب الايراني واعتبرت هذه المناورة رسالة بقدرة ايران وسلطنة عمان على تعزيز الامن والسلام في المنطقة دون تدخل اي اطراف اخرى وهو كلام يحمل وجهة النظر الايرانية المعروفة بان دول المنطقة قادرة على حماية امن منطقتها ولا حاجة للتدخل العسكري الامريكي فيها ، لكن التصريح الايراني اضاف رسالة اخرى لهذه المناورة المشتركة وهي ان هناك سعي بعض الدول في المنطقة للسيطرة على اجزاء من دول الجوار وهنا يمكن ادراك الارضية التي اتخذت السلطنة قرارها بتنفيذ المناورة المشتركة مع ايران في هذا التوقيت .
بالاضافة الى توجسات السلطنة على خلفية الازمة الخليجية ، تشهد محافظات اليمن الجنوبية تصرفات اماراتية و سعودية تزعجان السلطنة و تضاعف من توجساتها و تراهما تهديدا لامنها القومي ، فتوجه الامارات و السعودية عسكريا لمحافظة المهرة و العمل على احداث تغييرات ديمغرافية في هذه المحافظة المحاّدة للسلطنة وذات الاثر المباشر عليها دون ان يكون هناك مبرر يفسر هذه التوجهات العسكرية و الديمغرافية لهما كون المحافظة لاتشهد اي نوع من الصراع يجعل السلطنة يقراء ان التوجه العسكري هو المقصود به خصوصا وان تغطية هذا التوجه منذ البداية كان ذي علاقة بالسلطنة من خلال التذرع بتهريب اسلحة ” للحوثيين ” من السلطنة عبر المهرة ، وقد شهدت المحافظة احداثا متكررة تمثل نوعا من التشاد الامني بين الامارات و بين السلطنة خلال الفترة الماضية .
ذات التوجه تقوم به الامارات في جزيرة سقطرى اليمنية والسعي الاماراتي للسيطرة عليها واضح وكبير و هو امر مزعج للسلطنة وتراه تهديدا لامنها القومي كذلك بالنظر الى موقع الجزيرة و اثره على حركة الملاحة من جهة و اثر التموضع المهيمن فيها من جهة ثانية ، وتشهد الجزيرة كذلك احداثا تتوجس السلطنة منها الشر المتوجه لها في النهاية .
في اطار الازمة الخليجية تأتي الرسائل ” المشفرة ” حاملة النوايا بصورة جادة و تتبادل هذه الرسائل قبل الاقدام على اي خطوة سواء تجاه قطر او الكويت او السلطنة ، و كان للسلطنة نصيبها من رسائل الشفرات اثناء افتتاح احد المعارض الفنية في الامارات و الذي عرض خريطة ضمت احدى المحافظات العمانية لدولة الامارات ، وهي رسالة بان التهديد للسلطنة يطال جغرافيتها .
وفي ظل كل هذه الملابسات تكون السلطنة مستنفرة لحماية نفسها و الدفاع عن امنها القومي وهو امر يتم بهدوء ولكنه ملاحظ فمن بداية المواجهه في المهرة و سقطرى بالمنافسة وبالتحريك الديمغرافي المضاد فيهما ، و بتعزيز قواتها في حدودها مع اليمن تجاه سقطرة و بتعزيز علاقاتها السياسية لرفع مستوى الغطاء التحالفي مع دول الاقليم المؤثرة امام التهديدات التي تتوجسها و تأتي هذه المناورة البحرية في هذا التوقيت واختيار مكان اجراء المناورة في المياة الاقليمية العمانية امران لهما دلاتهما في ذات السياق الذي تسير فيه السلطنة لحماية امنها القومي نتيجة التطورات الاقليمية و الخليجية و ليس لرفع قدرات و خبرات جيشها بدرجة اولى .
المصدر: الغاية نيوز
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.